الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

وتراءت لي جنة فراقك ! (1-5)

.









-1-

" هذا فراق بيني وبينك أني لم استطع عليك صبرا ! "
-
يبدو أنني سأرتدي رداء الليل بوجه الصباح ،
وأغرف الشمس بجرار الضجر ،
والانتظار ،

وأعدل من وجهة ركبتي ّ المصطكة
و أسقي عيني الذابلة ،
وأمرغ شفتي بالتوت

كي أصنع مني لوحة متماسكة أمامك !

فأنا لوحة لعنت براوزيها !

إن السبيل إليك احتاج إلى أن يسلكه معي عابرك ،
ولكنك عبورك قطعني وقطع السبيل والسُبل !

وإن فكرت بالعودة ، عدت على حافة القطع ،
بقدم مدماة
وحافة تجفف دمي بالآه
ويكثفه الوقت عجزا ،

 -2-

" هذا فراق بيني وبينك إني لم أستطع عليك صبرا "

وأني رجوت أن لا تكن مرضا وأصبر
ولا بلاءا أجزى به ،
ولا حيرة أفك رموزها كل ليلة
وأن لا أضع سبعين عذرا لغيابك

أني رجوتك عيدا ،
وتأخر العيد وطال صيامي ،
ومذ عرفتك ، لم أفك جدائلي
ولم أرتد ِ السماء ،
ولم أركب المراجيح ،
قبعت هناك ، أضع يدي على خد الأيام
دون أن تنبس شفتي بقبلة ،
،
وانظر لإبتسامات الحُب هنا وهناك
وكيف تُربت يداه على أكتافهن ،



وأنا كتفي برزت عظامه ليبتسم بيتم !



-3-






" هذا فراق بيني وبينك أني لم استطع عليك صبرا "



إن طرحة فستاني الابيض ، التي تخيلتها تارة قصيرة لتبعدها نسمات تؤدي للجبين بقبلة وتارة تخيلتها طويلة لتحتضني وإياك ،
صارت كفنا لخيالاتي ، وجزمت بأن الخيال آثم ، وإن بعض الخيال إثم !
..
وضعت لتمايل خصري وامتداد أصابعي ، و تمتمات قُبلاتي ، أغنية تفيق على نظراتك
و انزوت الأغنية وبقيت أتمايل بجهد أضعف ، وكأني لعبة قاربت بطاريتها للاختناق ،
وتبكي علي ّ الأيام ، ولا تجد لي شحنا إضافيا يوقظني فقط كي أموت برفق !

...
وصبرا آل قلبي ،
وآل قلبي ، مات بعضه ، وسبي بعضه ، وبعضه انهار ، وبعضه يستعيذ مما يخفيه السواد !



ولم استطع عليك صبرا


. -4-


" هذا فراق بيني وبينك ، إني لم أستطع عليك صبرا "


وربما كان علي قبل أن أنام أن استعيذ منك ومما يحضره قلبك ،
ولكني كنت أردد بأن ألعن ابليس
وكأني ألعن حُبك
وتراءت لي جنة فراقك !

.
وأرى وجهك بالسماء ،
وكلما رأيته ، كببت وجهي للأرض
أقنع نفسي إن الإنسان لا يصبح ملاكا ولا يملك أجنحة ،
وأن الفرق بيني وبينك
بأني إنسانه أحـبتك
وأنك إنسان أحببت بأن أحـبك !

.
حاولت بالخفاء بأن أرحل
وتعثرت ، بأشواق لم تصلك
وأحلام خجلى ،
ورسائل لم تُرسل ،
فذهبت أرتجي العلن ،
أن يمنحي ضوءه لقطع الحبل بيني وبينك !والضوء لا يقطع ولا يسن أسنانه ، هو يبغلنا بالموعد ،
وعلى أيادينا \يدي السكين !








-5-

" هذا فراق بيني وبينك ، فإني لم أستطع عليك صبرا"



وحتى إن صبرت
لن يجمعنا ظل ،

ولم استطع عليك صبرا !



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق