الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

تهريب وطن !

قد يحدث أن تكون المواطنة بفرض العلم على الزي المدرسي ، وفرض النشيد الوطني كل صباح ،
ورفع العلم ، والتحية له بأصوات ثلاثية تقول الله ثم الوطن ، الثورة وأضافوا كفيتامين معزز الوحدة !!

فهل الوحدة صوت في المدرسة ، وحراك خارج سورها !
فهل الوطن صوت في المدرسة ، وغربة خارج سورها !
وهل الثورة صوت في المدرسة ، ورغبة محرمة خارج سورها !

ماذا لو ، سألني طفل .. ماذا تعني الثورة ؟ ،فـأحصر له تعريفا بأنه رفض الظلم بصوتٍ عالي ، وأنبهه بأنها صالحة للماضي فقط !

وإن أخبرني شاب بإنه وطني من الدرجة الاولى ، وهو مواطن من الدرجة الأخيرة !

كيف أصدق الوطن بعد ذلك ، وقد يتهمني بسهولة ، ويعرقلني بسهولة ،
ويعطلني بسهولة ، ويحبطني بسهولة ،ثم يربت على كتفي بإني امرأة ومصيري الزواج ،
حسنا أنا مصيري أضيع بالمطبخ والشاب مصيره أين ؟ يضيع بالشارع ؟ !
،
يقولون الوطن أم ، ولكن أم صماء ، بكماء ، تلد ثم تبكي ؛ لأنها لا تفهم لغتنا !
ونحن فقط نعود إليها ، مرفقين بالأصول ؛ كي لا يتهمنا أحد بالفاحشة !

وحتى إذا نامت أمنا علينا ، فكرنا بأن ننسحب من تحت الغطاء ، نهرب كي نجرب صدور أخرى ، تعطينا النفط بدلا من الحنان !

فنجمرك عواطفنا ، ونُهّرب كجهاز الكتروني أقل جودة ، وغذاء ينتهي صلاحيته ! ، وتقبض المسؤولة عن إفلاتنا قاتها أقصد قوتها في فمها !

فيذهب بنا الحال من مواطنه غير شرعية إلى إقامة غير شرعية ،
والأولى بها جوع ، والثانية بها الشبع !
الأولى بها فقر ، والثانية بها المال ،
حتى ينتهي الأمر
العز أمام الوطن ، والمهانة في الإقامة !

ولا تسألوني كم يبلغ تعاسة الوطن حتى لا اضطر أن احسب لكم عدد المهاجرين وعدد المُهربين وعدد الراغبين بالهجرة وعدد الراغبين بالهروب ، وعدد المنتظرين للهروب وللهجرة ، حينها باركوا للوطن أمجاده ، حكومة وحكومة عفوا حكومة وشعبا !

المصدر أونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق